اهتمّ الإسلام بالفرد في حياته وبعد مماته، فقد كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الإحسان إلى الميت بالصلاة عليه، ومُعاملته بما ينفعه في قبره وما ينفعه يوم القيامة، وتجهيزه على أفضل وأحسن حال، والدُعاء له بالتثبيت، وتعاهده بالزيارة والسلام والدُعاء له، ويجدر بالذكر أن صلاة الجنازة شروطها كشروط الصلاة من حيث الوضوء والطهارة من الحدثين* الأصغر والأكبر، والنية، واستقبال القبلة، وستر العورة، وسَنُبين في هذا المقال بعض أحكام الجنائز وكيفية الصلاة عليها
وتعني الجنازة باللغة والاصطلاح:
اختلف الفقهاء في كيفية أداء صلاة الجنازة، ومن ذلك اختلافهم في حُكم دُعاء الاستفتاح في صلاة الجنازة، وكيفية أدائها، وأركانها، وفيما يأتي بعض المسائل وتفصيل كُل مسألة.
اتفق الفقهاء على أن دُعاء الاستفتاح سنّةٌ مؤكّدةٌ في الصلوات التي تحتوي على رُكوعٍ وسجودٍ؛ كالفرائض، والسُنن، وصلاة العيدين، وغيرها، وأما الصلوات التي ليس فيها رُكوعٌ أو سجودٌ كصلاة الجنازة
بيّن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّ حكم صلاة الجنازة فرضٌ من فروض الكفاية*، ومن الأحاديث الدالة على ذلك عندما ذكر الصحابة للنبي أنّ رجلاً من أصحابه توفي يوم خيبر، فقال عليه الصلاة والسلام: (صَلُّوا على صاحبِكم فيدلّ الحديث على أن الصلاة على الميت فرض كفاية وليست فرض عين، وإلا لصلّى عليه النبي دون الاكتفاء بقوله ذلك للصحابة ولكنّ هذا الفرض يُصبح نفلاً* في حقّ من لم يستطع الوصول إلى الجنازة والصلاة عليها ما دام هناك جماعة أسقطت هذا الفرض الكفائي، ولكن يُستحبُّ لِكُل شخصٍ قادر على الحضور أن يحضر للإكثار من البركة والأدعية للميت،وأمّا الحكمة من مشروعية هذه الصلاة؛ فهي لطلب الرحمة والمغفرة للميت، فهو في حالة لا يستطيع بها العمل ونفع نفسه، فمن واجب الأخوّة الإيمانية توديعه بالدُعاء له بالجنة والعتق من النار، وأن يتقبّل الله شفاعتهم فيه، ويُكرمه في قبره.