الكعبة المشرفة هي أوّل بناءٍ وضعه الله -عزّ وجلّ- لعبادته في الأرض، وهي بناءٌ مُكعّب الشّكل، وجدرانها غير متساوية الأحجام؛ فعرض جدارها من جهة الباب إحدى عشر متراً وثمانٍ وستون سنيتمراً، والجهة التي من جهة حِجْر إسماعيل يبلغ عرضها تسعة أمتارٍ وتسعون سنتيمتراً، وما بين الركن الشامي واليماني تبلغ مساحة الجدار اثنا عشر متراً وأربعة سنتيمتراً، أمّا الجهة الواقعة بين الحَجر الأسود والركن اليماني فمساحتها عشرة أمتارٍ وثماني عشرة سنتيمتراً.
تعرّضت الكعبة عبر تاريخها لإعادة البناء والتحديث في هيئتها، وكان لكلّ مرحلةٍ من تلك المراحل عدّة أسبابٍ ومسوّغاتٍ، منها: السيول التي أتتْ على الحرم المكي وأصابت جدرانها بالضعف، وقد اتفق أهل السِّيَر على أنّ الكعبة قد بنيت عدّة مراتٍ؛ بناء إبراهيم عليه السلام، وبناء قريش، وبناء ابن الزبير، وبناء الحجّاج بن يوسف بإذنٍ من عبد الملك بن مروان، وكان آخر بناءٍ لها في العصر العثماني سنة ألفٍ وأربعين للهجرة، حيث اجتاحت مكة المكرمة سيولاً غزيرةً أغرقت المسجد الحرام، ووصل ارتفاع السيول إلى القناديل المعلّقة؛ فضعف بناء الكعبة، فأُعيد بناؤها بأمرٍ من محمد علي باشا والي مصر، واستمر البناء ستّة أشهرٍ حتى تمّ العمل، وعاد الشموخ والبهاء للكعبة.
تتميز مكة المكرمة بعدّة مزايا، أهمّها أنّها أفضل بلدٍ على الإطلاق، ومن تلك الخصائص أيضاً:
موسوعة موضوع