فقه الأولويات في مواجهة الأعداء.. نظرات في تعليق القرآن على يوم الرجيع

الكاتب: المدير -
فقه الأولويات في مواجهة الأعداء.. نظرات في تعليق القرآن على يوم الرجيع
"فقه الأولويات في مواجهة الأعداء نظرات في تعليق القرآن على يوم الرجيع   مما اتفقت عليه طبائع الناس على اختلاف أديانهم وعاداتهم ولغاتهم كراهية صفتي الخيانة والشماتة ووضاعة من اتصف بهما، والخيانة في معناها البسيط هي إخلاف الوعد وعدم الوفاء بالعهد، والشماتة هي الفرح بما يصيب الآخر من مصائب وبلايا. وقد رجمت العرب قبر أبي رغال لما خان قومه ورضي أن يكون دليل أبرهة الحبشي لهدم الكعبة يوم الفيل بل وضربوا به المثل في الغدر والخيانة مما يظهر كراهتهم الشديدة لهذه الصفة القبيحة، وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم الخيانة من صفات المنافقين وأخبر في وضوح تام أن مآل الخائن الغادر إلى الفضيحة يوم القيامة حيث سيرفع له لواء ويقال هذه غدرة فلان بن فلان.   أما فيما يتعلق بالشماتة فإن الله تعالى عاب على بعض من عادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلوه من شماتة به وبالمسلمين فقال: ? إنْ تصِبْكَ حَسَنَةٌ تسُؤْهُمْ وَإنْ تصِبْكُمْ سَيئةَ يَفْرَحُوا بهِا ? [آل عمران: 21]، كما قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: « لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك »[1].   وكان يوم الرجيع، والذي جرت أحداثه في أعقاب هزيمة أحد وكان أثرا من آثارها، يوم خيانة وشماتة، خيانة من قبائل عَضَل وَالْقاَرَة ِ حينما غدروا بستة من أصحاب النبي وقتلوهم بعد أن أعطوهم الأمان وشماتة من المنافقين الذي شمتوا في استشهاد هؤلاء الستة الذين بعثهم النبي معلمين ومبشرين. وعلى الرغم من أن خيانة الكفار لأهل الرجيع كانت، وفق مفاهيم العقل وقنوات المنطق، أسوأ بكثير وأعظم أثرا من شماتة المنافقين إلا أن القرآن ضرب الذكر صفحا عنها وجاوزها إلى الاهتمام بما فعله المنافقين وإن قل أثره كجريمة عن جريرة الكافرين. ذلك لأنه (القرآن) أعطى الأولوية لمواجهة العدو الأكثر خطورة والأشد فتكا بالمجتمع المسلم وهم المنافقون الذين يعيشون بيننا ويتكلمون بألسنتنا وقد يصلون في مساجدنا والذين يظُهرون من الأقوال والأعمال والصفات ما لا يكون مضمرا على الحقيقة في نفوسهم مما يجعل ضررهم أشد وأبلغ في إيذاء المسلمين وقد يورث العداوة والبغضاء والغل والحقد والدغل والفساد بين أفرادهم.   فنزل القرآن ليفضح المنافقين ببعض مثالبهم ومقابحهم مثل شماتتهم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما حصل لهم ما حصل يوم الرجيع ومحاولة خداع النبي عن طريق زخرفتهم للقول وإشهادهم لله على مصافاتهم له ومحبتهم إياه وكذا إدخال ما يستطيعون من شبهات في قلوب المسلمين.   وما قدم القرآن المنافقين إلا ليستبين المؤمنون معالم طريقهم في التعامل مع المنافقين فلا يغترون بهم مهما تصنعوا المودة وتكلفوا الأخوة بل يسعون جاهدين لتطهير المجتمعات المسلمة منهم وذلك لأنهم الخطر الأكبر والحقيقي الذي ينبغي أن يقدم على ما سواه وأن يُعطى الأولوية على ما عداه، فلننظر إذن ماذا حدث يوم الرجيع وكيف تناوله القرآن.   قصة يوم الرجيع: • خلاصته ما رواه ابن هشام وغيره أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد غزوة أحد رهطٌ من عَضل وَالْقاَرَةِ فقالوا: يا رسول الله إن فينا إسلامًا، فابعث معنا نفرًا من أصحابك يفقهوننا في الدين ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام. • فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ستة من أصحابه وهم: مرثد بن أبي مرثد الغنوي وخالد بن البكير الليثي وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح وخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة بن معاوية وعبد الله بن طارق وأمّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم مرثد بن أبي مرثد الغنوي. • فخرج الستة مع القوم حتى إذا كانوا على (الرجيع) وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز غدروا بهم، فاستصرخوا عليهم هذيلا فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال بأيديهم السيوف قد غشوهم. • فأخذ الصحابة رضى الله عنهم أسيافهم ليقاتلوهم فقالوا لهم: إنا والله ما نريد قتلكم ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة ولكم عهد الله وميثاقه ألا نقتلكم. • فأما مرثد بن أبي مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فقالوا: والله لا نقبل من مشرك عهدًا ولا عقدًا أبدًا ثم قاتلوا القوم حتى قتلوا، وأما زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي وعبد الله بن طارق فلانوا ورقوا ورغبوا في الحياة فأسرهم الخائنون، ثم خرجوا إلى مكة ليبيعوهم بها.   • فلما كانوا ب (الظهران) انتزع عبد الله بن طارق يده من القران ثم أخذ سيفه واستأخر عنه القوم فرموه بالحجارة حتى قتلوه وأما خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة فقدموا بهما مكة فكان لهما قصة جميلة وطويلة موطنها كتب السيرة. •                    ولما أصيبت تلك السرية قال رجال من المنافقين: يا ويح هؤلاء المفتونين الذين هلكوا، لا هم قعدوا في أهليهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم![2] فأنزل الله تعالى في ذلك (وَمِنَ الناَّسِ مَنْ يعُجِبكُ قوْلهُ فيِ الْحَياةِ الدُّنْيا وَيشُهِدُ اللهَّ عَلى مَا فيِ قلْبهِ وَهُوَ ألَدُّ الْخِصامِ...الآيات)[3].   القرآن ويوم الرجيع: بدأ القرآن حديثه عن يوم الرجيع، على قول من قال إن هذه الآيات نزلت فيهم، بقوله: ? وَمِنَ الناَّسِ مَنْ يعُجِبكُ قوْلهُ فيِ الْحَياةِ الدُّنْيا... ? [البقرة: 204] لينبه النبي صلى الله عليه وسلم على عدم الاغترار بحسن كلام المنافقين وحلاوة منطقهم لأن لهم صفات وأخلاق، يأتي على رأسها زخرفة كلامهم وتنميق حديثهم حتى يوهموا الناس بغير ما في قلوبهم من حقد وحسد وكراهية ودغل وذلك كقوله تعالى ? وَإذِا رَأيْتهُمْ تعْجِبكَ أجْسامُهُمْ وَإنِ يَقوُلوُا تسْمَعْ لِقوْلِهِم ? [المنافقون: 2]. وهؤلاء المنافقين في ذلك لا يشهدون الله على ما يدعون أنه في قلوبهم من الإيمان بالله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ودينه فقط بل ويجادلون جدالا كبيرا لتقرير ذلك وتأكيده في نفس النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه، فهم في ذلك كما يقال لسانهم أحلى من العسل وقلوبهم أشد مرارة من العلقم، وهذا على أن ? ألَدُّ الْخِصامِ ? معناها أنهم يخاصمون ويجادلون لإظهار حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم ودينه وأصحابه، وقد قيل في معناها أيضا أنهم أشداء في الخصومة والكراهية كما في قول المهلهل بن ربيعة يرثي أخاه كليبًا: إنَّ تحتَ الأحجارِ حزمًا وعزمًا *** وخصيمًا ألد ذا معلاقِ   يريد أنه كان شديد الخصومة ذا لسان صارم، ومن كان هذا شأنه فإنه يبوء بكراهية الله له كما في الحديث المشهور (أبغض الرجال إلى الله تعالى الألد الخصم)[4].   فهذه الآية على وجازتها أظهرت من صفات المنافقين؛ حلاوة المنطق وزخرفة القول وكثرة الحلف بالله كذبا وشدة العداء للمسلمين وهو ما يكفي لكي يعرفهم المسلمون حق المعرفة فيقدمونهم على من سواهم من الأعداء ويحذرون منهم ولا يقعون في شراك خداعهم مهما فعلوا لأنهم كما قال الشاعر: يُعطيك من طرفِ اللسانِ حلاوةً *** ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ   الأفعال أصدق من الأقوال: ثم يمضي القرآن ليبين أن من أقبح صفات المنافقين الإفساد في الأرض ? وَإذِا توَلىَّ سَعى فيِ الْأرْضِ لِيفُسِدَ فيِها وَيهُلِكَ الْحَرْثَ وَالنسّْلَ ? [البقرة: 205]، فإذا كان أحدهم عند النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يكف عن الجدال في إظهار محبته له وصفاء قلبه نحوه ثم إذا خرج من عنده بادر إلى الشر وأسرع إلى الإفساد في الأرض واستفرغ طاقته في إهلاك كل ما للمسلمين من مال وولد.   وقد قيل في قوله تعالى: ? وَإذِا توَلىَّ ?: أي خرج من عندك وقيل: يلي في الأرض فيعمل فيها بالعدوان والظلم.[5] وقيل غضب[6]. وأشار الرازي رحمه الله إلى معنى رائع يحتمله أيضا قوله تعالى (توَلىَّ) حيث قال أنه-أي المنافق-كان بعد الانصراف من حضرة النبي عليه السلام يشتغل بإدخال الشبه في قلوب المسلمين وباستخراج الحيل في تقوية الكفر، وهذا المعنى يسمى فسادا، كما قال تعالى حكاية عن قوم فرعون حيث قالوا له: أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض أي يردوا قومك عن دينهم ويفسدوا عليهم شريعتهم، وقال فرعون أيضا: إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد[7].   وقوله تعالى (سَعى فيِ الْأرْضِ) يدل على السرعة والتعجل في الإفساد فإن السعي هو المشي بسرعة كما هو معلوم أي أنهم يتعجلون ويسارعون في إفسادهم.   وقد اختار الطبري رحمه الله أنه قد يدخل في الإفساد جميع المعاصي وذلك مع تجويزه لما قاله مجاهد رحمه الله من قول بديع في تفسير هذه الآية حيث قال: إذا تولى سعى في الأرض بالعدوان والظلم، فيحبس الله بذلك القطرَ، فيهُلك الحرثَ والنسلَ، والله لا يحب الفساد[8]. ويؤخذ من قوله تعالى ? وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ? [البقرة: 205] أن العبرة بالأفعال وليس الأقوال وأن الإفساد في الأرض وإن قل لا يكون أبدا من مؤمن وأنه عمل قبيح وفعل خطير يستوجب كراهية الله تعالى، وقد أخذ مالك رحمه الله منه أيضا أن الفساد في الأرض مثل القتل. وقوله تعالى (وَاللهَّ لا يحِبُّ الْفَسادَ) فيه دليل على أن الله تعالى لا يريد القبائح إرادة شرعية (أي لا يحبها) عند أهل السنة وإرادة كونية عند المعتزلة (أي لا يخلقها)، فإن أهل العدل (المعتزلة) قالوا بأن الله يخلق الخير ولا يخلق الشر ولا يريده لأنه هو العدل وهذه من أصول مذهبهم.   ولأنه قد عُلم يقينا أن عمارة الأرض من أهم غايات خلق الإنسان واستخلافه في أرض الله كما قال تعالى: ? هُوَ أنْشَأكُمْ مِنَ الْأرْضِ وَاسْتعْمَرَكُمْ فيِهَا ? [هود: 61]، فإن المسلم ينبغي أن يكون فعالا لا قوالا ولا يجب إلا أن يكون صالحا في نفسه مصلحا لغيره، وهناك الكثير من الآيات والأحاديث التي تحذر من الفساد في الأرض وتدعو إلى عمارتها، ماديا بكل ما يصلحها من الزراعة والصناعة والتجارة والتشييد والبناء، وروحيا بنشر العدالة والمساوة وإعطاء الحقوق والعمل الصالح والعلم النافع وغير ذلك.   بين تكبر المنافقين وإخلاص المؤمنين: ثم جاوز القرآن إلى تقرير خلق آخر من أخلاق هؤلاء المنافقين وهو الاستكبار في الأرض والتمادي في الغيِ والضلالِ ? وإذِا قيِلَ لهَ اتقِّ اللهَّ أخَذَتهْ الْعِزَّةُ باِلإثمِ فحَسْبهُ جَهَنمُّ وَلَبئِسَ الْمِهَادُ ? [البقرة: 206]، فهم لا يعتدون إلا برأيهم ولا يسمعون إلا لأنفسهم ولا يلتفتون أبدا إلى نصح الناصحين ووعظ الواعظين وإرشاد المرشدين. فمهما كان الحق أبلجا أمام أعينهم فهم معرضون عنه غافلون عن عواقب تكبرهم الوخيمة وإن من كان دأبه العجب والتكبر كان حاله الى الوقوع في الآثام ومآله الى الهلاك والدمار ولن يكون مستقره ومهاده في الآخرة إلا عذاب النار.   وإذا كان التكبر من الصفات المتجذرة في نفوس المنافقين فإنه لا يمكن أن يتصف به مؤمن، إذ أنه يصيب صاحبه بالعمى والصمم فلا يكاد يرى الحق أبدا أو يسمع داعيه مهما كان صوته عاليا فيصبح عندئذ من أخبث الخلق وشر الناس مما يتسبب في هلاكه ونأيه عن الجنة التي لن يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.   ثم ختم الله تلك الآيات بقوله: ? وَمِنَ الناَّسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتغِاءَ مَرْضاتِ اللهِّ ? [البقرة: 207] ليرد على من شمت من المنافقين بمقتل الصحابة رضى الله عنهم يوم الرجيع الذي ذكرنا قصته آنفا، مبينا أن أصحاب الرجيع باعوا أنفسهم لله يريدون بذلك الجنة كما في قوله تعالى: ? إنِّ اللهَّ اشْترَى مِنَ الْمُؤْمِنيِنَ أنْفسَهُمْ وَأمْوَالهُمْ بِأنَّ لهُمُ الْجَنةَّ ? [التوبة: 111 ]، فما قدم الصحابة رضى الله عنهم أنفسهم إلا إخلاصا لعقيدتهم وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم ومحبة في ربهم جل وعلا ورغبة فيما عنده فربح بيعهم وشكر الله سعيهم وأعطاهم فوق ما تمنوا.   وقوله: ? يَشْرِي نَفْسَهُ ?؛ أي: يبيعها كما في قوله تعالى: ? وَشَرَوْهُ بثِمَن بخَس ? [يوسف: 20]؛ أي: باعوه. وقوله تعالى: ? وَاللهَّ رَؤُفٌ باِلْعِبادِ ? ترجية تقتضي الحض على امتثال ما وقع به المدح في الآية كما في قوله تعالى: ? فحسبه جهنم ? تخويف يقتضي التحذير مما وقع به الذم في الآية[9]، وفيه أيضا إشارة رائعة إلى أنه تعالى وإن قدر الموت على من قتل من الصحابة مغدورا يوم الرجيع فإنه في ذلك رؤوف بهم شفيق عليهم لأن الآخرة خير من الأولى ولأن عند الله خير وأبقى، فهو تعالى أرأف بهم من أنفسهم وعطاؤه للشهداء عظيم.   وفى هذه الآية بيان فضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبيان عادتهم في التضحية والفداء والبذل والعطاء لأنفسهم وأموالهم من أجل نصرة دين الله والدفاع عن رسوله صلى الله عليه وسلم ليكون المؤمنون على دراية بهم فيتخذونهم قدوة يسيرون على أثارها ويقتدون بهداها.   وهكذا جاوز القرآن الكفار وخيانتهم لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الرجيع إلى ذكر المنافقين وصفاتهم لأن عداء المنافقين للمؤمنين أشد وخطرهم عليهم أعظم، فدعا النبي إلى عدم الاغترار بقولهم والانخداع بحلفهم بالله الذي لا يكفون عنه ليزخرفوا به كلامهم ويجملوا به منطقهم لأنهم على الحقيقة يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم. ثم مضى القرآن ليذكر بعضا من صفات المنافقين الكثيرة مثل إفسادهم في الأرض واستكبارهم عن قبول الحق وسماع النصح والشماتة في المسلمين. ثم ختم القرآن تناوله ليوم الرجيع بإظهار فضل الصحابة رضى الله عنهم الذين باعوا أنفسهم لله بالجهاد في سبيله فأعطاهم في مقابل ذلك الجنة ويا له من ثمن.   وبهذا يبدو واضحا أن القرآن يبدأ بما يجب البدء به ويضع كل شيء في موضعه ويوازن بين المفاسد ويقدم الأهم فالمهم في مواجهته لأعداء المسلمين فيقدم تناوله للمنافقين وصفاتهم على الكفار وأخلاقهم لأن خطرهم أعظم وفسادهم أكبر نظرا لتسترهم وعدم وضوحهم في تطبيق عجيب لمبدأ (فقه الأولويات). ولأن المنافين حاضرون في كل زمان ومكان فإنه يجب على الأمة دائما أن تستدعى الهدى القرآني وتستجلي معاييره وملامحه وتطبق دروسه وعبره لتستعين به في تطهير ذاتها من أعداء الداخل وتتفرغ بعد ذلك لأعداء الخارج.   كلمات مفتاحية: الرجيع، شماتة، غدر، صفات، منافقون، ألد، تولى، سعى، يشري. [1] أبو بكر البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي، شعب الإيمان، الرياض، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1423هـ - 2003م، ج9، ص 119، حديث رقم: 6355. [2] ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبوية، مصر، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، الطبعة الثانية، 1375هـ -1955 م، ج2، ص 174. [3] نزول هذه الآيات في يوم الرجيع ذكره ابن هشام رحمه الله وغيره وقد قيل في سبب نزولها غير ذلك. [4] ابن حنبل، أحمد بن محمد، المسند، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1416 هـ - 1996م، ج 21، ص 210، حديث رقم: 22121. [5] ابن أبي حاتم، عبد الرحمن، تفسير القرآن العظيم، المملكة العربية السعودية، مكتبة نزار مصطفى الباز، الطبعة الثالثة، ج 2، ص 155. [6] الثعلبي، أحمد بن محمد بن إبراهيم، الكشف والبيان عن تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى، ج2، ص 021 [7] الرازي، فخر الدين، مفاتيح الغيب، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثالثة -0221 هـ، ج6، ص125. [8] الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تأويل القرآن، الطبعة الأولى ج2، ص 221. [9] الأندلسي، ابن عطية، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1422هـ، ج1، ص 282. "
شارك المقالة:
20 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook