فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم

الكاتب: المدير -
فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم
"إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (32) قوله: ثُمَّ النَّجَاشِيَّ نَعَى وَصَلَّى ??? عَلَيْهِ مِنْ طَيْبَةَ نَالَ الْفَضْلَا   عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه، فخرج بهم إلى المصلى وكبر أربع تكبيراتٍ[1].   وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مات اليوم عبدٌ لله صالحٌ؛ أصحمة))، فقام فأمَّنا وصلى عليه[2].   وذكره الطبري[3] ضمن أحداث السنة التاسعة.   قوله: وَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ فِي الْعَامِ الْأَخِيرْ ??? ..................................... إبراهيم ابن سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشمٍ، أمه مارية القبطية، ولدته في ذي الحجة سنة ثمانٍ.   قال مصعبٌ الزبيري: ومات سنة عشرٍ، جزم به الواقدي، وقال: يوم الثلاثاء لعشرٍ خلون من شهر ربيعٍ الأول[4].   عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيفٍ القين، وكان ظئرًا لإبراهيم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم، فقبله، وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبدالرحمن بن عوفٍ رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟ فقال: ((يا بن عوفٍ، إنها رحمةٌ))، ثم أتبعها بأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون))[5].   وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتموهما، فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي))[6].   وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يومٍ شديد الحر، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال القيام حتى جعلوا يخرون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام فصنع نحوًا من ذلك، فكانت أربع ركعاتٍ وأربع سجداتٍ، ثم قال: ((إنه عُرض علي كل شيءٍ تولجونه؛ فعرضت علي الجنة حتى لو تناولت منها قطفًا أخذته - أو قال: تناولت منها قطفًا - فقصرت يدي عنه، وعرضت علي النار، فرأيت فيها امرأةً من بني إسرائيل تعذب في هرةٍ لها ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض[7]، ورأيت أبا ثمامة عمرو بن مالكٍ يجر قُصْبَه[8] في النار)).   وفي روايةٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف حين انصرف - من الصلاة - وقد آضت الشمس[9]، فقال: ((يا أيها الناس، إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحدٍ من الناس، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فصلوا حتى تنجلي، ما من شيءٍ توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه، لقد جيء بالنار حين رأيتموني تأخرت؛ مخافة أن يصيبني من لفحها، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قُصْبَه في النار، كان يسرق الحاج بمحجنه[10]، فإن فطن له، قال: إنما تعلق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به، وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة، التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، حتى ماتت جوعًا، ثم جيء بالجنة، وذلكم حين رأيتموني تقدمت، حتى قمت في مقامي، ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي ألا أفعل، فما من شيءٍ توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه))[11].   وعن عائشة رضي الله عنها قالت: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة وقد تجلت الشمس، فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((إن الشمس والقمر من آيات الله، وإنهما لا ينخسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فكبروا، وادعوا الله، وصلوا، وتصدقوا، يا أمة محمدٍ، إن من أحدٍ أغير من الله؛ أن يزني عبده، أو تزني أمته، يا أمة محمدٍ، والله لو تعلمون ما أعلم، لبكيتم كثيرًا، ولضحكتم قليلًا، ألا هل بلغت))[12].   وفي روايةٍ عن عائشة - أيضًا -: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضًا حين رأيتموني تأخرت، ورأيت فيها ابن لحي، وهو الذي سيب السوائب))[13].   وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: أن الصحابة قالوا: يا رسول الله، رأيناك تناولت شيئًا في مقامك هذا، ثم رأيناك كففت[14]، فقال: ((إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودًا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار فلم أرَ كاليوم منظرًا قط، ورأيت أكثر أهلها النساء))، قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: ((بكفرهن))، قيل: أيكفرن بالله؟ قال: ((بكفر العشير، وبكفر الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خيرًا قط))[15].   قال ابن حجرٍ رحمه الله: يوم مات إبراهيم - يعني: ابن النبي صلى الله عليه وسلم - وقد ذكر جمهور أهل السير أنه مات في السنة العاشرة من الهجرة، فقيل: في ربيع الأول، وقيل: في رمضان، وقيل: في ذي الحجة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذ ذاك بمكة في الحج، وقد ثبت أنه شهد وفاته، وكانت بالمدينة بلا خلافٍ، نعم قيل: إنه مات سنة تسعٍ، فإن ثبت يصح، وجزم النووي بأنها كانت سنة الحديبية، ويجاب بأنه كان يومئذٍ بالحديبية ورجع منها في آخر الشهر؛ اهـ[16].   قوله: ............................... ??? وَالْبَجَلِي أَسْلَمَ وَاسْمُهُ جَرِيرْ   قال ابن حجرٍ رحمه الله: جزم الواقدي بأنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة عشرٍ... وفيه عندي نظرٌ؛ لأن شريكًا حدث عن الشيباني، عن الشعبي، عن جريرٍ، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أخاكم النجاشي قد مات...))؛ الحديث.   أخرجه الطبراني[17]، فهذا يدل على أن إسلام جريرٍ كان قبل سنة عشرٍ؛ لأن النجاشي مات قبل ذلك[18].   عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: لما دنوت من المدينة، أنخت راحلتي، ثم حللت عيبتي، ثم لبست حلتي، ثم دخلت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فرماني الناس بالحدق[19]، فقلت لجليسي: يا عبد الله، ذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ذكرك آنفًا بأحسن ذكرٍ، فبينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته، وقال: ((يدخل عليكم من هذا الباب - أو من هذا الفج - من خير ذي يمنٍ، إلا أن على وجهه مسحة ملكٍ[20]))[21].   وعنه رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا تريحني من ذي الخلصة؟))، وكان بيتًا في خثعم يسمى الكعبة اليمانية، فانطلقت في خمسين ومائة فارسٍ من أحمس[22]، وكانوا أصحاب خيلٍ، وكنت لا أثبت على الخيل، فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري، وقال: ((اللهم ثبِّتْه واجعله هاديًا مهديًّا))، فانطلق إليها فكسرها وحرقها، ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول جريرٍ: والذي بعثك بالحق، ما جئتك حتى تركتها كأنها جملٌ أجرب، قال: فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مراتٍ[23]. [1] متفق عليه: أخرجه البخاري (1245)، ومسلم (951). [2] متفق عليه: أخرجه البخاري (1320)، ومسلم (952). [3] في التاريخ (2/ 191). [4] الإصابة (1/ 105)، وانظر: عيون الأثر (2/ 374). [5] أخرجه البخاري (1303). [6] أخرجه البخاري (1060). [7] خشاش الأرض؛ أي: من هوامها وحشراتها، وقيل: من صغار الطير؛ (نووي). [8] قُصْبَه: أمعاءَه. [9] آضت الشمس؛ أي: رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف، وهو من آض يئيض إذا رجع؛ (نووي). [10] المحجن: هو عصا معكوفة الطرف. [11] أخرجه مسلم (904). [12] متفق عليه: أخرجه البخاري (1044)، ومسلم (901). [13] متفق عليه: أخرجه البخاري (1046)، ومسلم (901)، واللفظ لمسلم. قوله: ((وهو الذي سيب السوائب))، السائبة: ناقة، أو بقرة، أو شاة، إذا بلغت من العمر شيئًا اصطلحوا عليه، سيبوها؛ فلا تركب، ولا يحمل عليها، ولا تؤكل؛ تقربًا للآلهة، وكان ابن لحي هو الذي سن ذلك. [14] كففت؛ أي: وقفت. [15] متفق عليه: أخرجه البخاري (1052)، ومسلم (907). [16] فتح الباري (2/ 614، 615). [17] الطبراني في المعجم الكبير (5983، 8525). [18] الإصابة (1/ 266). [19] أي: نظروا إلي بأعينهم. [20] حيث كان جرير رضي الله عنه جميل الوجه. [21] أخرجه أحمد (19180). [22] أحمس: رهط جرير؛ ينتسبون إلى أحمس بن الغوث بن أنمار. [23] متفق عليه: أخرجه البخاري (4356)، ومسلم (2475). "
شارك المقالة:
12 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook