غزواته صلى الله عليه وسلم

الكاتب: المدير -
غزواته صلى الله عليه وسلم
"السري السقطي قال لو أحسست بإنسانٍ يريد أن يدخل علي؛ فقلت بلحيتي هكذا وأمر يده على لحيته كأنه يريد تسويتها من أجل الداخل؛ لخفت أن يعذبني الله على ذلك. ويقول: لو أشفقت هذه النفوس على أبدانها شفقتها على أولادها للاقت السرور في معادها. قال حكيم حين سئل، متى يكون العالم سيئاً؟ قال: إذا كثر بقباقه[1]، وانتشرت كتبه، وغضب أن يرد عليه شيئاً من قوله. كان السري يقول: احذر أن تكون ثناءً منشوراً، وعيباً مستوراً. ويقول: سمعت أبا جعفر السماك ورأى عندي جماعة قد اجتمعوا حولي فوقف ولم يقعد، ثم نظر إلي فقال لي: أبا الحسن! صرت مناخاً للبطالين فكره إلي اجتماعهم حولي. وقال رحمه الله: صليت وردي فمددت رجلي في المحراب فنوديت: يا سري هكذا تجالس الملوك؟!. وقال: أردت ماءً مبرداً، فرأيت في منامي جارية مزينة. فقالت: يا سري.. من يخطب مثلي يبرد ماءً! ثم رفسته برجلها. فاستيقضت من نومي فإذا هو - يعني الكوز - مطروح مكسور. ويقول: ينبغي للعبد أن يكون أخوف ما يكون من الله آمن ما يكون من ربه. ويقول: أهل القلوب الحية؛ منهم من قلوبهم معلقة بالسوابق، ومنهم من قلوبهم معلقة بالخواتيم. هؤلاء يقولون: بماذا يختم لنا؟ وأولئك يقولون: ماذا سبق من الله لنا؟ ويقول: رأيت الفوائد ترد في ظلم الليل. ويقول: تصفية العمل من الآفات أشد من العمل. ويقول: من اشتغل بمناجاة الله أورثه حلاوة ذكر الله مرارة ما يلقي إليه الشيطان. فائدة: وكان يقول: اعتللت فدخل علي ثقلاء القراء يعودونني؛ فأطالوا الجلوس؛ فآذاني. ثم قالوا: إن أردت أن تدعو الله. فمددت يدي وقلت اللهم علمنا أدب العيادة. فائدة: قال الجنيد سمعت السري يقول: خفيت عليَّ علة ثلاثين سنة وذلك أنا كنا جماعة نبكر إلى الجمعة ولنا أماكن عرفت بنا، فمات رجل من الجيران فشيعته وأضحيت عن وقتي فجئت الجمعة، فلما قربت من المسجد، قالت لي نفسي: الآن يرونك وقد أضحيت وتخلفت. فشق ذلك علي. فقلت لنفسي: أراك مرائية منذ ثلاثين سنة وأنا لا أدري!! فتركت ذلك المكان الذي كنت آتيه؛ فجعلت أصلي في أماكن مختلفة. وقال وذكر الناس: لا تعمل لهم شيئاً، ولا تترك لهم شيئاً، ولا تكشف لهم عن شيءٍ - يريد بهذا القول أن تكون أعمالك كلها لله - عز وجل. فائدة: قال في ترتيب قضاء الفوائت الصحيح أنه لا يسقط ولو خشي فوات الجماعة، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب بعدما صلى المغرب أعاد صلاة العصر ثم أعاد المغرب. وذكر عن ابن عقيل: إذا كان عليه فائته وخشي فوات الحاضرة أنه مخير؛ لأن كلاً منهما واجب[2]. عبد الرحمن بن مهدي عاقبه مالك حينما فرش في المسجد سجادة، وجابر سلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي فلم يردّ عليه، وخاف على نفسه، وأخذه أمرٌ عظيم - وكان لم يعلم ما حدث من النهي عن الكلام في الصلاة. فائدة: قال أبو إسحاق التيمي:   ننافس في الدنيا ونحن نعيبها وقد حذرتناها لعمري خطوبها وما نحسب الأيام تنقص مدة على أنها فينا سريع دبيبها كأني برهط يحملون جنازتي إلى حفرة يحثى علي كثيبها وكم ثم من مسترجع متوجع ونائحة يعلو علي نحيبها وباكية تبكي علي وإنني لفي غفلة من صوتها ما أجيبها أيا هاذم اللذات ما منك مهرب تحاذر نفسي منك ما سيصيبها وإني لممن يكره الموت والبلا ويعجبه روح الحياة وطيبها فحتى متى حتى متى وإلى متى يدوم طلوع الشمس بي وغروبها رأيت المنايا قسمت بين أنفس ونفسي سيأتي بعدهن نصيبها [3]   فائدة: كان مغيث الأسود يقولك زوروا القبور كل يومٍ بفكركم، وتوهموا جوامع الخير كل يومٍ في الجنة بعقولكم، وانظروا إلى المنصرف بالفريقين إلى الجنة أو النار بهممكم. وكان زهير البابي يقول: لا تدخل على القاضي، ولا من يدخل على القاضي؛ فإني في هذا المصر منذ خمسين سنة ما نظرت إلى وجه قاضٍ ولا والٍ. فائدة: الخادم: عن آدم بن أبي إياس قال كان شاب يكتب عني قال: فأخذ مني دفتراً ينسخه فظننت به ظن سوء ثم جاء به وعليه ثياب رثة فرفقت به، ثم أمرت له بدراهم فلم يقبلها، فجهدت فلم يفعل، ثم أخذ بيدي فمر بي على البحر ثم أخرج من كمه قدحاً فغرف من ماء البحر ثم قال: اشرب. فشربت أحلى من العسل، ثم قال: من كان في خدمة من هذه قدرته أي شيء يصنع بدراهمك؟ ثم غاب عني فلم أره[4]. المصدر: مجمع الفوائد [1] يعني كلامه والبَقباق: الفم؛ قال مدرك بن حصن الفقعسي: وأبو المسرَّح فاتح بَقباقه لا قائل حقاً ولا هو ساكت [2] الدرر ص225. [3] حلية الأولياء - (ج10/ص147). [4] حلية الأولياء - (ج10/ص160). "
شارك المقالة:
18 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook