صلاح الدين الأيّوبي هو زعيم مسلم شجاع عاش في القرن الثاني عشر، وتمتع بأسُس إسلاميّة راسخة جعلته يلتزم بقضايا الإسلام، مما جعله يحقّق إنجازات عظيمة، فقد وحّد مصر مع سوريا، واستعاد القدس من الصليبيين، وبذلك دخل اسمه في سجلّات كلٍّ من التاريخ الإسلاميّ والغربيّ
وُلد صلاح بن نجم الدين أيوب في عائلة كرديّة بارزة في عام 1137 ميلادي في مدينة تكريت في العراق، وقد كانت تُسمّى آنذاك بلاد ما بين النهرين، وفي يوم ولادته انتقلت عائلته إلى حلب في سوريا، وترعرع في بعلبك ودمشق، ومن الجدير ذكره أنّ صلاح الدين تلقّى تدريبات عسكريّة ودينيّة.
العسكريّة بدأت حياة صلاح الدين المهنيّة عندما انضمّ إلى فريق عمّه "أسد الدين شيركوه" وهو قائد عسكريّ يعمل تحت إمرة "أمير الدين زنكي"، حيث نسأ في ذلك الوقت صراع ثلاثيّ معقّد بين "شاور" وزير الخلافة الفاطميّة في مصر، والملك الأول للقدس، و"شيركوه"، وفي عام 1169 وعندما كان صلاح الدين يبلغ من العمر 31 عاماً عُيّن قائداً للقوات السوريّة في مصر
بعد وفاة "نور الدين زنكي"، انطلق صلاح الدين إلى دمشق؛ حيث رحّبت به المدينة، وتزوّج من أرملة نور الدين وبذلك عزّز شرعيّته فيها، وقد تمكّن من فرض نفوذه على حلب والموصل في عامي 1176 و1186 على التوالي. في حين كان صلاح الدين يعزّز سلطته في سوريا، أعلن هدنةً مع الصليبيين عام 1178، وكان هدفه أن يتعافى جيشه من الهزيمة، ولكنّه جدّد هجماته عام 1179، وهزم الصليبيّين في معركة مخاضة يعقوب، وهذا أدّى إلى عددٍ من ردود الفعل من الصليبيّين ومنها مضايقات التجارة الإسلاميّة وطرق الحج على البحر الأحمر، والتهديد بمهاجمة المدينة المنوّرة ومكّة المكرمة، ونهب قافلة حجّاج المسلمين في عام 1185. في الرابع من تموز عام 1187 استطاع صلاح الدين القضاء على الجيش الصليبيّ إلى حدٍ كبير في معركة مجتمعة بينه وبين ملك القدس آنذاك، وريموند الثالث من طرابلس، وكانت هذه المعركة نقطة تحوّل كبيرة في تاريخ الحروب الصليبيّة،[٣] وسُميَّت هذه الواقعة بمعركة حطّين، وقد مهّدت الطريق لاستعادة المسلمين للقدس، وطرابلس، وأنطاكيا، وإبطال الإنجازات التي حققتها الحروب الصليبية في الأرض المقدّسة.
موقع موضوع