صلاة الضحى

الكاتب: علا حسن -
عبادات

صلاة الضحى.

 

تعريف صلاة الضحى

تعرّف صلاة الضحى اصطلاحاً بأنها الصلاة التي تؤدّى فيما بين ارتفاع الشمس إلى زوالها، ويُقصد بزوال الشمس: أي ميلها عن وسط السماء نحو الغربأما معنى الصلاة والضحى في اللغة فهو كما يأتي

الصلاة::

    • لغة: الدعاء.
    • اصطلاحاً: هي عبادةٌ لله -عز وجل- مكوّنةٌ من أركانٍ مخصوصةٍ، وشروطٍ محصورةٍ، وأذكارٍ معلومةٍ.
  • الضحى:
    • لغة: مفرده ضحوة، وهو انبساط الشمس وامتداد النهار إلى أن يصفو ضوؤها، ويتبعه الضَحاء، وهو ارتفاع الشمس إلى ربع السماء فما بعده.

عدد ركعات صلاة الضحى

اتّفقت المذاهب الفقهية الأربعة؛ المالكية، والشافعية، والحنبلية، والحنفية على أن أقل عددٍ لركعات صلاة الضحى ركعتين، واستدلوا على ذلك بالحديث الذي رواه أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- والذي سبق ذكره، كما أنه لم يُنقل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه صلّى الضحى أقل من ركعتين، بالإضافة إلى أنّ أقل ما يشرع في الصلاة ركعتين باستثناء صلاة الوتر، ولذلك فلا يجوز التطوّع بركعةٍ واحدةٍ، وتجدر الإشارة إلى أن أهل العلم اختلفوا في تحديد أكثر عددٍ لركعات صلاة الضحى، وفيما يأتي بيان أقوالهم

  • القول الأول (جماعة من السلف الصالح): أكثر عددٍ لصلاة الضحى أربع ركعات
  • القول الثاني (المالكية والحنابلة والشافعية على المعتمد): ثماني ركعات؛ حيث استدلوا على قولهم بما رُوي عن أم هانئ -رضي الله عنها- أنها قالت: (أن النبي صلى الله عليه وسلم يومَ الفَتْحِ صلّى سبحة الضحى ثمانِي ركعاتٍ يسلّمُ من كل ركعتينِ)، والحديث يدل على أن أكثر ما فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثماني ركعات، والأصل في العبادة التوقّف، وقد صرّح المالكية بكراهة ما زاد عن ثماني ركعات، إلا في حال كانت نية المُصلّي النفل المطلق.
  • القول الثالث (الحنفية): اثنتا عشرة ركعة، واستدلوا على قولهم بما رواه الترمذي والنسائي بسندٍ ضعيفٍ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن صلَّى الضُّحى ثنتي عشرةَ ركعةً بنى اللهُ لهُ قصرًا من ذهبٍ في الجنَّةِ)وقد بيّن ابن عابدين نقلاً عن شرح المنيّة جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل، وذكر الحصكفي من الحنفية أن أوسط صلاة الضحى وأفضلها ثماني ركعات، وقد ثبت ذلك بفعل وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أكثرها فقد ثبت بقوله فقط.
  • القول الرابع (ابن جرير الطبري وابن عثيمين وابن باز): لا حدّ لأكثر صلاة الضحى، واستدلوا على قولهم بما رُوي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بسندٍ صحيحٍ أنها قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ ما شَاءَ اللَّهُ).

أسماء صلاة الضحى

 

تجدر الإشارة إلى أن لصلاة الضحى العديد من الأسماء؛ منها صلاة الأوّابين، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ) وترمض من الرمض؛ ويقصد بها الرمال شديدة الحرارة، أما الفصال فهي صغار الإبل؛ قال النووي رحمه الله: "أي حين يحترق أخفاف الفصال وهي الصغار من أولاد الإبل -جمع فصيل- من شدة حر الرمل"، وأوّاب بمعنى طائع لله سبحانه وتعالى، ومن أسمائها صلاة الأبرار، وصلاة الشروق إذا صُلّيت بعد الشروق، أي بعد ارتفاع الشمس بمقدار رمح وهو يقدّر بنحو ربع ساعة تقريباً، أو أكثر أو أقل بقليل، ومما يدلّ على أهمية صلاة الضحى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوصى بالمحافظة على أدائها، مصداقاً لما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ)


شارك المقالة:
270 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook