يزخر التاريخ بشخصياتٍ مهمةٍ استطاعات أن تترك أثراً وراءها في مجالات الحياة، ويعود الفضل لبعضها في تطورات هذه المجالات الحاصلة في وقتنا الحالي، وسنتحدّث عن بعض هذه الشخصيات بشيءٍ من الإيجاز.
يعد صلاح الدين الأيوبي من أعظم القادة الذين عرفهم التاريخ، فهو نموذج للقائد المسلم صاحب الأخلاق الفاضلة التي شهِد عليها أعداؤه قبل أصدقائه، ولد صلاح الدين في تكريت عام 1138م، وقد كان والده محافظاً في قلعة تكريت إلّا أنه أجبِر على الخروج منها في يوم ولادة صلاح الدين، فهاجر إلى الموصل ونزل على عماد الدين زنكي، فتربى صلاح الدين تربية جيدة من جميع الجهات، وقد كان محباً للجهاد منذ صغره، وهذا ما ساعده على محاربة الصليبيين لمدة أربع سنوات وفتح بيت المقدس.
شجرة الدر
تعتبر شجرة الدر من الشخصيات النسائية القوية التي حكمت مصر، حيث كانت في البداية من الجواري التي عاشت في ظل حكم الصالح نجم الدين، ثم أعتقها ليستطيع الزواج منها، وعندما انتقل إلى مصر أخذها معه، وكانت تساعده في إدارة شؤون البلاد، كما أنّها كانت تنوب عنه عند خروجه في الحروب. بعد أن توفّي الملك الصالح نجم الدين أيوب استقلت شجرة الدر بالحكم على مصر، وتم سك العملات المعدنيّة باسمها، وتم الخطبة لها على المنابر، ولكنها تزوّجت من أحد وزرائها وتركت الحكم، وتوفيت عام 1257م.
الإسكندر الأكبر
الإسكندر الأكبر هو أحد ملوك مقدونيا، وقد كان قائداً عسكريّاً ناجحاً استطاع أن يسيطر على مساحاتٍ كبيرةٍ من بلاد العالم، حيث إنّه عندما أتم الثلاثين عاماً كان قد أسس أعظم وأكبر إمبراطورية عرفها التاريخ القديم، فقد استولى على الحكم بعد وفاة والده فيليب الثاني عام 336 قبل الميلاد، وقد كان الإسكندر يسعى للوصول في مملكته إلى نهاية العالم والبحر الخارجي الكبير، وقد تعلّم الإسكندر في بداية حياته الكثير من العلوم على يد الفيلسوف أرسطو مثل الأدب والشعر والتاريخ والجغرافيا والطب والكيمياء، بالإضافة إلى فنون القتال التي ترعرع عليها في بيته، فوالده فيليب الثاني كان مشهوراً بكثرة الحروب التي يخرجها. لقد امتاز الإسكندر بالذكاء والحكمة والحنكة وهو طفلٌ صغيرٌ كما كان محباً للعلم والعلماء فقد كان دائماً يحيط نفسه بالعلماء والشعراء. بعد أن استولى على الحكم بعد وفاة أبيه استطاع أن يدخل الكثير من البلاد حول العالم، وقد نشر الحضارة اليونانيّة في هذه البلاد التي فتحها وذلك بسبب حبه الشديد لها.
العربية
