بعد الحديث عن تأملات في سورة الماعون، وسورة الماعون سورة من سور المُفصَّل، إنَّه لجدير بالذكر أنَّ يتم تسليط الضوء على سور المفصل في القرآن الكريم، وسور المفصل هي السور القصيرة في القرآن الكريم وسُمِّيت بهذا الاسم لكثرة الفصل بينها بالبسملة، وقد اختلف أهل العلم في تحديد بداية سور المفصل، فمنهم من قال تبدأ سور المفصل من سورة ق وحتَّى نهاية سور الكتاب، ومنهم من قال تبدأ سور المفصل من سورة الحجرات وتنتهي عند سورة الناس وهي آخر سورة الكتاب، وقد جاء هذا الاختلاف في الموسوعة الفقهية على النحو الآتي: "اختلفوا في المفصل: فذهب الحنفيَّة إلى أنَّ طوال المُفصَّل من الحجرات إلى البروج، والأوساط منها إلى لم يكن، والقِصَار منها إلى آخر القرآن
في سردِ ما وردَ من تأملات في سورة الماعون، برع الدكتور فاضل السامرائي في مسألة التأملات في سور الكتاب وخاصَّة في طرح اللمسات البيانية والبلاغية في آيات القرآن الكريم، وفي سورة الماعون تحديدًا يقول الله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}، إنَّ كلمة الماعون في الآية الكريمة جاءت في مكانها وأدَّت معانٍ كثيرة، وهذا -كما أوضح الدكتور فاضل صالح السامرائي- من بلاغة القرآن الكريم وبيانه، فالماعون في اللغة هو اسم يجمع كلَّ ما فيه منفعة، حيث يُطلق على القِدْرِ والفأس والقصْعَة والمال وكلِّ ما يمكن أن يستعين به الإنسان أو يعين به غيره في الحياة، حتَّى الزكاة من الماعون، وهو كلُّ ما جرتِ العادة بإعارته بين الناس، لذلك إنَّ مقصد الله تعالى في استخدام كلمة الماعون هو إظهار منتهى البخل والشح عند هؤلاء الفئة من الناس، والله تعالى أعلم