يُعرَّف علم مقاصد السور بأنَّه علم إسلامي قائم على رصد معاني السور القرآنية وتحديد أغراضها الأساسية وفهم الموضوعات التي تناولتها آيات هذه السور، وتوجد أسماء أخرى لهذا العلم، فيُسمَّى مغزى السورة أو مضمون السورة أو غرض السورة القرآنية، كلُّ هذه المصطلحات تفضي إلى علم مقاصد السور ذاته، ولهذا العلم أهمية بالغة فهو يساعد على فهم مغزى السور القرآنية وبالتالي فهم الأحكام والتشريعات الإسلامية، فهو يحقق الغاية المثلى وهي تعلُّم القرآن وتدبُّره، وفيما يأتي من هذا المقال سيتم تسليط الضوء على مقاصد سورة البلد بالتفصيل.
سورة البلد سورة مكية، جاء الأمر الإلهي للوحي جبريل -عليه السَّلام- أنَّ ينزل بها على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مكة المكرمة، وهي سورة من سور المفصل، يبلغ عدد آياتها عشرين آية، وهي السورة التسعون في ترتيب سور المصحف الشريف حيث تقع في الجزء الثلاثين والحزب الستين، نزلتْ سورة البلد بعد سورة ق وقبل سورة الطارق وقد بدأها الله تعالى بقَسَمٍ شأنها شأن كثير من سور الكتاب، قال تعالى في سورة البلد: {لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ} يبلغُ عدد حروف سورة البلد ثلاثمئة وإحدى وخمسين حرفًا، وقد سُمّيت بسورة البلد لأنَّها استُهلَّتْ بالقسم بالبلد والبلد هي مكة المكرمة كما قال أهل التفسير، كما تُسمَّى سورة البلد أيضًا بسورة العقبة، فقد قال تعالى فيها: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ}، كما أنَّ بعض أهل العلم والتفسير أطلقوا على سورة البلد اسم سورة "لا أقسم"، ولأنَّها سورة مكية فقد كان من أهدافها تثبيت العقيدة في قلوب المسلمين، فقد ركَّزت هذه السورة المباركة على تثبيت إيمان المسلمين بيوم الحساب، يوم البعث وميَّزت مصائر الناس يوم الحساب، والله تعالى أعلم