تزوّج نبيّ الله يعقوب -عليه السلام- من أختين، وهما: ليا وراحيل، وقد كان ذلك جائزاً في شريعتهم قديماً، وقد كان للسيدة ليا جاريةً اسمها زلفى، وجاريةً لراحيل أيضاً اسمها بلهى، تسرّى بهنّ نبيّ الله يعقوب كذلك، فكنّ كُلّهنّ زوجات وأمّهات أولاد النبيّ يعقوب عليه السلام، وأنجبن له الأسباط الاثني عشر، وهم بنو إسرائيل.
سُمّي يعقوب -عليه السلام- إسرائيل وقيل هو لقبٌ له، ويُقصد به عبد الله حيث إنّ الإسر هو العبد، فكان عبد الله اسمه أو لقبٌ أُطلق عليه، وإنّ بني يعقوب هم بنو إسرائيل، وعلى ذلك اتّفق المفسّرون، إذ إنّ لفظ إسرائيل يُقصد به النبي يعقوب عليه السلام، وبنو إسرائيل هم أبناؤه وأحفاده إلى يوم القيامة، بما فيهم اليهود في الزمن الحالي، إذ إنّهم متّصلون بنسبهم إلى يعقوب عليه السلام.
النبيّ يعقوب -عليه السلام- هو حفيد النبيّ إبراهيم عليه السلام، وقد ذكره الله -تعالى- في القرآن الكريم غير مرّةٍ، وامتدحه وأثنى عليه، كما امتدحه النبيّ محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، وُلد نبيّ الله يعقوب في فلسطين، ثمّ ارتحل حتى بلغ أرض حرّان، وهناك شبّ وتزوّج وأنجب الأولاد، اجتهد نبيّ الله يعقوب في دعوة قومه إلى عبادة الله -تعالى- وتوحيده، وصبر في سبيل ذلك، وابتُلي كثيراً في حياته حتى فقد بصره وفقد ابنه يوسف الذي كاد له كُلّ إخوته ما عدا بنيامين كيداً عظيماً، وبقي صابراً على ما أصابه حتى جاءته البشرى بإيجاد ابنه يوسف بعد ما يقارب الأربعين سنةً كما ورد في بعض الروايات، زاد عُمر يعقوب -عليه السلام- على المئة عندما تُوفّي.
موسوعة موضوع