منذ بداية بعثة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حفِلت السيرة النبويّة بمواقف مضيئة للصّحابة الذين أكرمهم الله -تعالى- بشرف صُحبة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث نال بعضهم قَدَم السّبْق في الدّخول بالإسلام، وقدّموا تضحياتٍ وبطولاتٍ عظيمة، فكانوا بحقّ وصدق أهل فداءٍ وأصحاب وفاء لرسالة الإسلام العظيمة، وقد سجّل التاريخ الإسلاميّ سيرتهم الزّكية بمدادٍ من النّور، ويعدّ عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أحد أعلام الإسلام الكبار، حيث كان له أثرٌ واضح في كثير من مجالات الحياة الإسلاميّة؛ فقد أسلم مبكّراً وهاجر إلى المدينة المنوّرة، وله مواقف عظيمة مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الدّعوة والجهاد، ثمّ شاء الله -تعالى- أن يتقلّد عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- إمارة المسلمين بعد وفاة أبي بكرٍ الصدّيق رضي الله عنه، فكان خير خلفٍ لسلفه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، واشتُهر عمر بشجاعته في قول الحقّ وبفصاحته في نظم الخطب، فمن هو عمر بن الخطّاب، وما هي أهمّ خُطبه؟
دوّن المؤرخون كثيراً من مواقف الفاروق عمر رضي الله عنه، لا سيما الخُطب والأقوال التي اشتُهرت عنه، وذاع صيتُ كثير منها التي كانت تُشكّل إحقاقاً للحقّ حيث يجب ذاك، أو تقديم نصيحة للرعيّة أو وعظاً لعموم المسلمين، ومن ذلك:
الصحابي الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- صاحب خصال جليلة، جعلت منه إنساناً له ميّزة عبر تاريخ المسلمين، ومن ذلك: