حلم النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على الأذى

الكاتب: المدير -
حلم النبي  صلى الله عليه وسلم  وصبره على الأذى
"وفاء النبي (صلى الله عليه وسلم)   الوفاء: هو المحافظة على عهود الخُلطاء.   وهو - صلى الله عليه وسلم - مثل يُحتذى به في الوفاء، وهو من صفات الأنبياء - عليهم السلام - كما جاء في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - وفيه قال: أخبرَني أبو سفيان أن هِرقلَ قال له: سألتُك ماذا يأمركم؟ فزعَمتَ أنه يأمر بالصلاة والصِّدق، والعفاف والوفاء بالعهد، قال هرقل: وهذه صفة النبي .....؛ الحديث[1].   وحثَّ على الوفاء بقوله: ((المسلمون عند شروطهم))[2].   وكان - صلى الله عليه وسلم - مثلاً يُحتذى به في أقوالٍ ناصعة، وأعمال مُضيئة، منها: 1- وفاؤه العظيم لزوجه خديجةَ - رضي الله عنها - وذلك الوفاء الذي لازَمه وأقام في فؤاده - صلى الله عليه وسلم - ثم أظهَره وعبَّر عنه في مناسبات كثيرة، نذكر منها: • ما حدَث يوم بعَث أهل مكة في فداء أَسراهم، فبعثَتْ زينبُ - رضي الله عنها - بنتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فداء أبي العاص (زوجها)، وبعثَتْ فيه بقِلادة لها كانت عند خديجة - رضي الله عنها - (أُمها)، أدخلتْها بها على أبي العاص، قالت: فلمَّا رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رقَّ لها رِقةً شديدة، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن رأيتُم أن تُطلقوا لها أسيرها وتردُّوا عليها الذي لها))، فقالوا: نعم[3].   • كان يذكر لخديجة مواقفها العظيمة، وذلك بعد موتها؛ حتى إنه كان ليَذبح الشاة، ثم يُهدي خُلَّتها منها[4].   • وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان تأتيه عجوز، فقال: ((كيف أنتم؟ كيف حالُكم؟ كيف كنتم بعدنا؟))، فسألتُه: مَن هذه العجوز التي تُقبل عليها؟ قال: ((كانت تأتي زمان خديجة ...، وإن حُسن العهد من الإيمان))[5].   2- ولم يقف وفاؤه - صلى الله عليه وسلم - عند حدود الآل والصَّحب، بل تجاوزَهم إلى الأعداء؛ كما ظهر ذلك في هذا الموقف الجليل الذي يَحكيه لنا حذيفةُ بن اليَمان - رضي الله عنه - قال: ما منَعني أن أشهد بدرًا، إلا أني خرجت أنا وأبي حُسيلٌ، قال: فأخَذَنا كفار قريش، قالوا: إنكم تريدون محمدًا، فقلنا: ما نريده، ما نريد إلا المدينة، فأخَذوا منا عهدَ الله وميثاقه، لنَنصَرِفَنَّ إلى المدينة ولا نُقاتل معه، فأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرْناه الخبر، فقال: ((انصَرفا، نَفي لهم بعهْدهم، ونستعين الله عليهم))[6].   انظر إلى هذا الخُلق العظيم، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - مُقبل على حرب، ومعه القليل من الجند، وأحوج ما يكون إلى الرجال، إلا أنه يَلتزم بالوفاء بالعهد.   فصلى الله - عز وجل - على من علَّم الدنيا هذه الأخلاق. [1] رواه البخاري 7، ومسلم 1773، عن ابن عباس - رضي الله عنه. [2] رواه أبو داود 3594، وصحَّحه الألباني في الإرواء 1303، عن أبي هريرة وعائشة وأنس - رضي الله عنهم. [3] رواه أبو داود 2692 والحاكم (3/ 236) من حديث عائشة - رضي الله عنها - وحسَّنه الألباني في الإرواء (2/ 1216). [4] رواه البخاري 6004، ومسلم2435 عن عائشة - رضي الله عنها. [5] رواه الحاكم (1/ 63 - 40)، وحسَّنه الألباني في الصحيحة 216. [6] رواه مسلم 1787 عن حذيفة - رضي الله عنه. "
شارك المقالة:
18 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook