حدث في السنة السابعة من الهجرة (6)

الكاتب: المدير -
حدث في السنة السابعة من الهجرة (6)
"إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (3)   قوله: وبعدَ سِتٍّ معَ شهرٍ جائِي وفاةُ أُمِّه على الأبواءِ   قال ابنُ إسحاق - رحمه الله -: توفِّيت آمنةُ ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنُ ستِّ سنين بالأبواء، بين مكة والمدينة، كانت قد قدِمت به على أخوالِه من بني عدي بن النجار، تُزِيره إياهم، فماتت وهي راجعةٌ به إلى مكَّة[1]. وقال ابن القيم - رحمه الله -: ولا خلاف أن أمه ماتت بين مكَّة والمدينة بالأبواءِ مُنصرَفَها من المدينة من زيارة أخواله، ولم يستكمِلْ إذ ذاك سبع سنين[2]. قوله: وجَدُّه للأبِ عبدِالمُطَّلِبْ بعدَ ثمانٍ مات مِن غيرِ كذِبْ   وقد كفَل النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاة أمه جدُّه عبدالمطلب، فظلَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في حضانته ما يقرُب من عامين، ثم توفِّي عبدالمطلب وعُمُر النبي -صلى الله عليه وسلم- ثماني سنين. قال ابن إسحاق - رحمه الله -: فلما بلغ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ثماني سنين، هلَك عبدُالمطلب بن هاشمٍ، وذلك بعد الفيل بثماني سنين[3]. قوله: ثم أبو طالبٍ العمُّ كفَلْ خِدمتَه، ثم إلى الشَّامِ رحَلْ وذاكَ بعدَ عامِ اثنَيْ عشَرْ وكان مِن أمرِ بَحِيرا ما اشتَهَرْ   وبعد وفاة عبدالمطلب كفَل النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عمه أبو طالب. قال ابن إسحاق - رحمه الله -: فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد عبدالمطلب مع عمِّه أبي طالبٍ، وكان عبدالمطلب - فيما يزعُمون - يوصي به عمَّه أبا طالبٍ؛ وذلك لأن عبدَالله أبا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا طالبٍ أخوانِ لأبٍ وأم، أمُّهما: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزومٍ[4]؛ اهـ. ولما بلَغ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- اثني عشر عامًا، سافَر مع عمه أبي طالب إلى الشام، فكانت قصتُه مع بَحيرا الراهب. عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: خرج أبو طالبٍ إلى الشام وخرج معه النبي -صلى الله عليه وسلم- في أشياخٍ من قريشٍ، فلما أشرَفوا على الراهب هبطوا فحلُّوا رحالهم، فخرج إليهم الراهبُ وكانوا قبل ذلك يمرُّون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت، قال: فهم يحلون رحالهم، فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخَذ بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: هذا سيِّدُ العالمين، هذا رسولُ رب العالمين، يبعثه الله رحمةً للعالمين، فقال له أشياخٌ من قريشٍ: ما عِلمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجرٌ ولا حجرٌ إلا خرَّ ساجدًا، ولا يسجدانِ إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتَم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجَع فصنع لهم طعامًا، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل، قال: أرسِلوا إليه، فأقبل وعليه غمامةٌ تُظله، فلما دنا من القوم وجَدهم قد سبقوه إلى فَيْء الشجرة، فلما جلس مال فيءُ الشجرة عليه، فقال: انظُروا إلى فيء الشجرة مال عليه، قال: فبينما هو قائمٌ عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهَبوا به إلى الروم؛ فإن الرومَ إن رأَوْه عرَفوه بالصفةِ فيقتلونه، فالتفت فإذا بسبعةٍ قد أقبلوا من الرُّوم، فاستقبَلهم، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا، إن هذا النبي خارجٌ في هذا الشهر، فلم يبق طريقٌ إلا بُعث إليه بأناسٍ، وإنا قد أُخبِرنا خبَرَه، فبُعِثنا إلى طريقك هذا، فقال: هل خلفكم أحدٌ هو خيرٌ منكم؟ قالوا: إنما أُخبِرنا خبرَه بطريقك هذا، قال: أفرأيتم أمرًا أراد الله أن يقضيه، هل يستطيع أحدٌ من الناس ردَّه؟ قالوا: لا، قال: فبايَعوه وأقاموا معه، قال: أنشدكم بالله أيكم وليُّه؟ قالوا: أبو طالبٍ، فلم يزَلْ يُناشده حتى ردَّه أبو طالبٍ، وبعث معه أبو بكرٍ بلالاً، وزوَّده الراهب من الكعك والزيت[5]. وذكر ابنُ عساكر أن بَحيرا كان يسكن قريةً يقال لها: الكفر، بينها وبين بُصْرَى ستة أميالٍ، وهي التي يقال لها: دير بحيرا، قال: ويُقال: إنه كان يسكُنُ قريةً يقال لها: منفعة بالبلقاء، وراء زيرا، والله أعلم[6]. [1] سيرة ابن هشام (1/ 168). [2] زاد المعاد (1/ 75). [3] سيرة ابن هشام (1/ 169). [4] سيرة ابن هشام (1/ 179). [5] أخرجه الترمذي (3620)، وقال: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وابن أبي شيبة (36541)، والحاكم (4229) وصححه، وقال الحافظ في الفتح (8/587): إسناده قوي، وقال في الإصابة: رجاله ثقات، وذِكر أبي بكر وبلال فيه غيرُ محفوظ؛ قال الألباني في ضعيف الترمذي (745): صحيح، لكن ذِكر بلال فيه منكَر كما قيل. [6] ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 298). "
شارك المقالة:
18 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook