الإيصاء: هو أن يعهد أو يوصي الرجل قبل موته إلى من يثق به بالحفاظ على أولاده، وتنفيذ وصيته، والإشراف على قضاء ديونه، والعمل على ردّ ودائعه أو ما شابه ذلك. تعريف الوصي: إنه الشخص الذي يقوم بالإشراف على شؤون الأولاد، ورد الودائع وقضاء الديون، نيابة عن الميت، وذلك بتكليف منه.
حكم الإيصاء: إن الأصل في الإيصاء هو أنه مندوب إليه، ولكنه قد يعتريه ما يجعله واجباً. فقال الأذرعي: يظهر أنه يجب على الآباء الوصية في أمر الأطفال، إذا لم يكن لهم جدّ أهل للولاية، إلى ثقة كافٍ وجيه، إذا وجده، وقد يغلب على ظنه أنه إن ترك الوصية استولى على مالٍ خائن، من قاضٍ، أو غيره من الظلمة، إذ أنه من الواجب عليه حفظُ مال أولاده من الضياع.
إن الحكمة من تشريع الإيصاء،ىهي الحاجة إليه وتحقيق مصالح الناس فيه والحفاظ على مصالح الأبناء بعد موت آبائهم. فقد يُشرف الإنسان على الموت، وبينه وبين الناس علاقات مادية، كودائع، وعواري وغير ذلك، وقد يكون عليه ديون يحتاج لمن يشرف على وفائها بعد موته، وقد يكون له أولاد قاصرون ليس لهم القدرة على التصرف بشؤون المال فقد تقتضي المصلحة أن يعين له إنسان كفاية في هذه الأمور، حتى يشرف على ذلك كله، فكان من ذلك أن الإسلام شرّع الإيصاء وحث عليه ورغّب فيه.