"سحابة ميسرة إن أحداثَ السيرة النبوية تَحمِل في ثناياها مواقفَ غزيرةً بالعِبَر، ومزدحمة بالرحمات الإلهية، ولكن الإلف يولد الغفلة، والحكم على الشيء فرعٌ عن تصوُّره، ومَن لا يَملِك تصورًا صحيحًا، فأنَّى له حكم صائب؟ لقد كان لميَسْرَة - ذاك الفتى النَّبِيه - دَوْر عظيم في زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من أمِّنا خديجةَ بنت خويلد - رضي الله عنها - لما نقل إليها من حسن خلقِه - صلى الله عليه وسلم - وأمور أعجزتْه؛ فقد رأى ميسرة الغَمَامة تسير بسَيْر المصطفى، وتقف بوقوفه، فلا يرى الحبيب إلا في ظلها. • وهذا ما أشعره بعظمة المستظَلِّ، فعناصر الطبيعة تتحرَّك بانسيابية العشَّاق مع مَن أحبَّ الله، هذا المشهد درسْتُه في بطون الكتب، وسمعتُه من ألسنة الدعاة والوعَّاظ. • وكم كان يُغرِينِي ما أسمع لأتخيَّل الصورة على ما كانتْ عليه، فلم أُفلِح، ولم أكن أعرف السبب! • ولكن مع اقتراب لفحات الصيف. • لفتَ انتباهي أثناء الدراسة - في لبنان - وأنا أجلس مقابل نافذة الغرفة مشهدُ (جبل تربل) المقابل تمامًا للنافذة، لقد كان الغمام يَرسُم لوحة إعجاز؛ أحجامه متنوعة المساحات، ارتفاعه - لأننا على أرض جبلية - ليس كبيرًا! وظلُّه على الأرض واضح، يتحرَّك بتحرك سُحُبِه، عندها تأمَّلت ذاكرتي، وقرأتُ فيها التاريخ الصادق، وفهمتُ نظرة الإعجاب التي نقلها ميسرة لأمِّنا خديجة - رضي الله عنها - وفَهِمتُ أن لنا في ذلك آياتٍ إلى أن يَرِثَ الله الأرض ومَن عليها. • قل: سحابةٌ مُيسَّرةٌ لنبي الرحمة. • وقل: سحابةُ مَيسَرةَ الذكي الفطن. • وقل: ? بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ? [البقرة: 117]. "
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.