أورد المؤرّخون أنّ نوحاً -عليه السلام- كان له أربعة آبناءٍ آمن منهم ثلاثة ونجوا مع والدهم، ورابعٌ بقي على كفره وأُغرق مع المغرقين، وهؤلاء الأبناء هم: سام وحام ويافث، وأمّا الغريق الكافر فهو كنعان وقيل يام، وأمّا هذا الغريق فهو الذي تطرّق لذكره القرآن الكريم، وذكر حوار والده معه ودعوته إليه ليؤمن به وليكون مع الناجين يوم الطوفان، لكنّ الابن بقي على الكفر والعناد، قال الله تعالى: (وَنادى نوحٌ ابنَهُ وَكانَ في مَعزِلٍ يا بُنَيَّ اركَب مَعَنا وَلا تَكُن مَعَ الكافِرينَ*قالَ سَآوي إِلى جَبَلٍ يَعصِمُني مِنَ الماءِ قالَ لا عاصِمَ اليَومَ مِن أَمرِ اللَّـهِ إِلّا مَن رَحِمَ وَحالَ بَينَهُمَا المَوجُ فَكانَ مِنَ المُغرَقينَ)
أرسل الله -تعالى- نبيّه نوح -عليه السلام- إلى قومه؛ ليدعوهم إلى توحيد الله تعالى، وترك عبادة الأصنام التي لا تضرّ ولا تنفع، وكان نوح -عليه السلام- نِعم النبيّ الداعي إلى ربّه، حيث لم يدّخر جهداً ولا وسيلةً قريبةً إلى رجال قومه يدعوهم بها إلّا اتّخذها سبيلاً وحاول معهم من خلالها، لكنّ القوم كانوا معاندين مكذّبين لنبيّهم، لم يتّبعوه ولم يهتدوا بهديه، وفوق ذلك تطاولوا عليه؛ بإيذائه والاستهزاء منه، ومكث نوح يدعوهم تسعمئةٍ إلّا خمسين عاماً، ومع ذلك لم يؤمن معه إلّا نفرٌ قليلٌ، وبقي نبيّ الله على حاله حتى أذن الله -سبحانه- بهلاك الكافرين ونصر المؤمنين
من العِبر المستقاة من قصة النبيّ نوح عليه السلام؛ تجنّب اتّخاذ قبور الصالحين مزاراتٍ أو أماكن لبثّ الدعوات والعبادات، فانحراف قوم نوح بدأ من تعظيم قبور رجال صالحين، ثمّ عكفوا حول قبورهم حتى اتّخذوهم آلهةً دون الله، فوجب على المسلم الحذر من ذلك والانتباه لنهي الإسلام عن اتّخاذ القبور مزاراتٍ ومساجد
موقع موضوع