إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (24)
الكاتب:
المدير
-
"موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (14) معلومات عن الإسراء والمعراج: الاختلاف في تاريخه: اختلف أهل العلم في تاريخ الإسراء اختلافًا بيِّنًا بين مَن يرى أنه حدث في السنة الثالثة للبعثة؛ أي: قبل نزول سورة النجم، وأن سورة النجم مؤرِّخة له وسارِدة لأحداثه، ومن يرى أنه حدث في السنة العاشرة للبعثة؛ أي: قبل وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها بقليل، ومَن يراه حدث في رجب سنة 11 للبعثة؛ أي: بعد وفاة خديجة، وهو رأي جمهور أهل العلم، وهناك من ذهب إلى أن الإسراء حدث في السنة الثانية للهجرة، وهو رأي بخلاف المشهور أنه حدَث في العهد المكي. الإسراء بالروح أم بالجسد: واختلفوا هل أُسري بروحه دون جسده أم أُسري بالروح والجسد معًا؟ وهل كان الإسراء يقظةً أم منامًا؟ وما عليه جمهور علماء أهل السنَّة والجماعة أنه أُسري بروحه وجسده يقظةً لا منامًا. الإسراء: ورَد ذكر الإسراء صريحًا في القرآن الكريم؛ قال تعالى: ? سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ? [الإسراء: 1]، وقد ثبَت في بعض الروايات أنه عرَض عليه جبريل ثلاثة أقداح: قدح لبن، وقدح ماء، وقدح خمر، فاختار اللبنَ، فقال له جبريل: هُديتَ للفطرة، لو اخترت الخمر لغوتْ أمَّتُك، ولو اخترت الماء لغرقتْ أمَّتك، وأنه أَمَّ الأنبياء في المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء، فكان يَستفتح باب كل سماء، فيسأل الملَكُ المكلَّفُ بحراستها جبريلَ: من الطارق؟ فيجيب جبريلُ: جبريل، فيسأله الملَكُ المكلَّفُ بحراستها: ومَن معك؟ فيجيب جبريل: محمد، فيسأل الملَك: أوَقد بُعث إليه؟ فيجيب جبريل: نعم؛ فوجَد في السماء الدنيا آدم وعن يمينه الأتقياء من ذريته وعن شماله الأشقياء، ووجد في السماء الثانية ابنيِ الخالة يحيى بن زكريا وعيسى ابن مريم، ووجَد في السماء الثالثة يوسف عليه السلام، وفي الرابعة نبي الله إدريس، وفي السماء الخامسة وجد هارون بن عمران، وفي السادسة وجد موسى عليه السلام، وفي السابعة وجَد أبا الأنبياء إبراهيم عليه السلام مُسنِدًا ظهره إلى البيت المعمور الذي ورَد في بعض الروايات أنه يُصلِّي فيه كل يوم سبعون ألفًا من الملائكة ولا يعودون إليه، وهكذا حتى بلَغ سدرة المنتهى، وهناك رأى جبريل على هيئته التي خلقَه الله عليها؛ ? وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ? [النجم: 13 - 15]، أما رؤيته الأولى له فهي المذكورة في سورة التكوير: ? وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ? [التكوير: 23]، وسمع كلام ربه وفُرضت عليه الصلاة خمسين صلاة، فلم يزل يراجع ربه حتى جعلها خمس صلوات، وقد رأى عذاب أصنافٍ من أمته؛ كآكلي الربا والزُّناة وآكلي أموال اليتامى، فلمَّا أصبح ذكر لقومه ما رأى من آيات ربه الكبرى، فبالغوا في تكذيبه وإيذائه، وكان مما قالوا: طريق الشام يقطعه الراكب في شهر ذهابًا وشهر إيابًا ويقطعه محمد في ليلة! وسألوه أن يَصف لهم بيت المَقدِس، فجلَّاه الله له فشرع يَصفه لهم ولم يستطيعوا أن يُنكروا شيئًا مِمَّا قال، وأخبَرَهم عن مكان قافلتهم والجمَل الذي يتقدمها والوقت الذي ستصل فيه، فرأوا كل تلك العلامات، فلم يزدْهم ذلك إلا نفورًا واستِكبارًا، وفي ذلك اليوم نال أبو بكر لقب الصدِّيق لمَّا جاءَه قومُه وقالوا له: أما علمت بما يقول صاحبك؟ فاستفهم عمَّا قال، وأخبروه بأنه يقول بأنه أُسري به، فأجاب: لإن كان قالَها فقد صدَقَ، أُصدِّقه في أبعد من ذلك، وقد كان الإسراء فتنة عظيمة للكفار وضعيفي الإيمان؛ قال تعالى: ? وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ? [الإسراء: 60]، وقد وردت عدة روايات في الإسراء اعتمدنا على ما رُوي منها في الصحيح. "
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.