ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم اسم الجبل الذي استقرّت عليه سفينة نوح بعد الطوفان الذي أهلك فيه الكافرين، حيث قال: (وَغيضَ الماءُ وَقُضِيَ الأَمرُ وَاستَوَت عَلَى الجودِيِّ)،[١] فكان الجبل الذي استقرّت عليه السفينة يُدعى الجوديّ، ويُخبر أهل العلم أنّ هذا الجبل يقع في الوقت الحالي في منطقةٍ حدوديّةٍ بين العراق وتركيا وسوريا، ويتبع لدولة تركيا، وذكر بعض علماء المسلمين أنّ نفراً منهم قد رأوا شيئاً من آثار سفينة نوح عليه السلام، لكنّه لا يُعرف مكانها الآن، أو هل بقيت أم لا إلى الوقت الحاضر
مع قومه نوحٌ -عليه السلام- هو نبيٌّ مرسلٌ من الله -تعالى- جاء من نسل النبيّ آدم عليه السلام، وقد عاش بعد آدم بعشرة قرونٍ كما أورد ذلك ابن حِبّان في صحيحه، وقد أرسل الله -تعالى- نوحاً إلى قومه لمّا ساد فيهم الشرك بالله تعالى، فقد مكث الناس على التوحيد فترةً من الزمن، ثمّ عاش بينهم رجالٌ عُرفوا بصلاحهم على من غيرهم، فلمّا مات أولئك الصالحون بنى لهم القوم تماثيل ومناصب تُذكّرهم بها، ولم يزل القوم يتقرّبون من هذه المناصب والتماثيل حتى عبدوها من دون الله، فأرسل الله -تعالى- نبيّه نوحاً يُرجعهم ويُرشدهم إلى طريق التوحيد.
طالت دعوة النبيّ نوح إلى قومه، ومع طول المدّة لم يزدهم ذلك إلّا تكبّراً وكفراً واستهزاءً، حتى إنّ نوحاً -عليه السلام- لمّا يأس من قومه وطول عنادهم، وأخبره الله -تعالى- أنّه لن يؤمن منهم غير الذي آمن؛ توجّه لربّه -عزّ وجلّ- بالدعاء عليهم أن يهلكهم وينجّيه ومن آمن من شرّهم، فاستجاب الله -تعالى- دعاء نبيّه وأوحى إليه أن يصنع الفلك حتى تكون نجاته ومن معه بها، وكذا كان، إذ أقبل ينفّذ أمر الله -تعالى-، حتى جاء اليوم الموعود فركب في السفينة ومن آمن معه، وأغرق الله -تعالى- الكفار جميعاً
موقع موضوع