أهمية طلب العلم في الإسلام

الكاتب: علا حسن -
أهمية طلب العلم في الإسلام.

أهمية طلب العلم في الإسلام.

 

العلم في الإسلام

أولى الإسلام العلم عنايةً شاملةً، وجعل له مكانةً مميّزة تظهر في الكثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية والتطبيق العملي لجزئيّاته، فلم يقتصر الإسلام في ذلك على دور التوجيه إلى طلب العلم فقط، بل دعا إلى التماس وطَرقِ أبوابِ العلوم بشتى المجالات المتاحة، والسعي إليها ما أمكن حتى يصل الناس جميعاً بشتى أطيافهم وفِرَقِهم إلى ما فيه مصلحة البشرية، وتيسيرُ أمورهم الحياتية، فما هي أهمية العلم؟ وكيف دعا الإسلام إليه؟ وما هو الحكم الشرعي لطلب العلم في الإسلام؟

 

معنى طلب العلم

  • العِلْمُ لغةً: مصدر عَلِمَ، وجمعه علوم، وهو يعني إِدراك الشيء بحقيقته، وعلَّمَ يُعلِّم تعليماً فهو مُعلِّم، ويقال: علَّمه القراءةَ؛ أي جعله يعرفها وفهَّمه إيّاها.
  • ينقسم العلم من حيث معناه إلى ثلاثة أقسام هي:
    • العلم اللَّدُنِّي: ويُقصَد به العلم الربَّانيّ الذي يصل للإنسان عن طريق الإلهام، وهذا النوع من العلم خاصّ بالأنبياء والأولياء والصّدّيقين.
    • العلوم الحقيقيَّة: ويقصد بها تلك العلوم التي لا تتغيّر بتغيّر الأزمان والأماكن، ولا تتغير بتغيُّر المِلَل والفرق والأديان والمذاهب، ومثاله علم المنطق.
    • العلوم الشرعيَّة: ومثالها علم الفقه والتفسير والحديث وأصول الفقه والاعتقاد وغير ذلك من العلوم المتعلقة بالإسلام، ومعرفة تفاصيل النصوص وإمكانية فهمها وتحليلها وتفسيرها واستخراج الأحكام منها

      حكم طلب العلم

      لم يترك الإسلام أمراً إلا بيَّن حكمه الشرعي وفصَّل فيه؛ لذلك فقد تكلّم العلماء في حكم طلب العلم سواء كان المقصود بذلك العلم الشرعي أو غيره من العلوم، ويجدر الإشارة إلى أنّ الحكم الشرعي للعلم يصدق على جميع أنواع الأحكام التكليفية الخمسة التي هي الفرض والسنّة والاستحباب أو الندب والإباحة والكراهية والتحريم، وفيما يلي بيان شيءٍ من تلك الأحكام مع توضيحها ببعض الأمثلة:

      • طلب العلم فرض عين: يكون طلب العلم فرضَ عينٍ على جميع المكلّفين، فيجب على كل مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ أن يسعى إلى تحصيل تلك العلوم والإلمام بها، فإن قصَّر في ذلك أُثِم شرعاً، ويصدُق ذلك بحق العلوم التي يجب على كل مسلم معرفتها؛ كعلوم الشريعة التي تتعلّق بأحكام العبادات؛ كالصلوات والزكاة والحج والطهارة وأحكام الصيام وما يتعلق بالبيع والشراء، فهذا النوع من العلوم لا تستقيم عبادة المسلم لربه دون معرفته به.
      • طلب العلم فرضٌ على الكفاية: ويصدق ذلك على العلوم التي تكون الأمة الإسلامية بحاجةٍ لها ولا تستقيم أمور الحياة إلا بها، فإذا تعلمها فئة من الناس (حتى اكتفت الأمة بهم) سقط الحكم عن الباقين، وإن لم تكتفِ الأمة بمن تعلَّم تلك العلوم واحتاجت لغيرهم أُثِم الجميع حتى يصل الحد بالأمة في تلك العلوم إلى درجة الكفاية، وتلك العلوم مثل: علم الطب والصيدلة ومعرفة أحكام الإرث والوصايا، قال ابن عبد البر: (قد أجمع العلماء على أنّ من العلم ما هو فرض عين متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع).
      • طلب العلم مندوبٌ شرعاً ويكون ذلك في باقي العلوم التي تعتبر مكملةً للعلوم المفروضة؛ كعلم الفقه الذي من خلاله يتعلّم المسلم ما يتعلق بالشرائع وكيفية استخراج الأحكام من الأدلة النقليّة، أو علم الأصول والتفسير وغير ذلك من العلوم الشرعية.
      • طلب العلم محرّمٌ شرعاً: ويصدق ذلك في حق بعض العلوم والمعارف التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالناس؛ كتعلُّم السحر والعرافة والدجل والكهانة وغير ذلك.

       

شارك المقالة:
204 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook