هو نبيّ الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، أمّه رفقة بنت بتوئيل بن ناصور بن آزر، أي أنّها بنت ابن عمه، ويعقوب -عليه السلام- ورد باسم إسرائيل في القرآن الكريم، وقد أورد الله -تعالى- ذكره في القرآن وامتدحه لعمله الصالح، وعلمه النافع، وحكمته، وقوته في العبادة، وبصيرته النفاذة، وامتدحه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كذلك وأثنى عليه
ورد ذكر جانبٍ من حياة نبي الله يعقوب في كتاب البداية والنهاية، ولقد جاء فيها أنّ نبي الله يعقوب سكن حرّان فترةً من حياته وتزوّج من بنات خاله الاثنتين وهنّ أخوات، وقد كان ذلك موجوداً في شريعتهم، وزوجاته هنّ: راحيل وليا، ولقد أنجبت راحيل من يعقوب -عليه السلام- يوسف وبنيامين، وأنجبت ليا روبيل ولاوي وشمعون وايساخر ويهوذا وزايلون، ولم يمكث يعقوب طويلاً في حران، فقد قضى فيها وقتاً قيل عشرين سنةً، ثمّ عاد إلى فلسطين وقد مرّ برحلته بأكثر من قريةٍ فيها.[٢] كان مما أدّاه يعقوب -عليه السلام- في حياته دعوته لقومه إلى التوحيد والتوجّه لله -تعالى- بالعبادة، وكذلك فقد قضى حياته عابداً لربه طائعاً له، مجتهداً أن يربي أبنائه خير تربيةٍ، فكان المرشد لهم في حياتهم، ولم يدّخر جهداً لتوجيههم نحو فلاحهم في دنياهم وآخرتهم، وكان ممّا غرسه فيهم من القيم التوكل على الله تعالى، وحُسن الظنّ به، ودوام الأمل والتفاؤل في الحياة، وكان من وصاياه لهم أن يستمروا على الطاعة بعد وفاته والثبات على الدين حتّى الممات
توفّي نبي الله يعقوب -عليه السلام- وقد جاوز من عمره المئة عامٍ، وكان قد أوصى أن يُدفن في قبر والده وجدّه إسحاق وإبراهيم، فحقّق يوسف -عليه السلام- رغبة والده وحمله إلى الخليل، ودفنه في قبرٍ والده وجدّه في مغارة بجبرون في مدينة الخليل في فلسطين